حديث : ( المؤمن بين خمس شدائد ... )
أريد أن أسأل إذا كان هذا حديثاً صحيحاً أم لا ؟
( المؤمن بين خمس شدائد : مؤمن يغبطه , ومنافق يحسده , وكافر يقاتله , ونفس تنازعه , وشيطان يضله ) وإذا كان حديثاً فمن خرّجه ؟.
الحمد لله
ورد هذا الحديث من طريقين :
الطريق الأولى : أخرجها الديلمي في " الفردوس " كما أشار المناوي في " فيض القدير " (5/292 رقم 7352) من حديث أبي هريرة بلفظ : ( للمؤمن أربعة أعداء : مؤمن يحسده ، ومنافق يبغضه , وشيطان يضله , وكافر يقاتله ) .
قال المناوي عقب الحديث : " وفيه صخر الحاجبي قال الذهبي في الضعفاء : " متهم بالوضع " ، وخالد الواسطي مجهول ، وحصين بن عبد الرحمن قال الذهبي : " نسي وشاخ " ، وقال النسائي: " تغير " اهـ .
وقال العلامة الألباني في " ضعيف الجامع " (4749) : " ضعيف جداً " .
الطريق الثانية : أخرجها أبو بكر بن لآل في " مكارم الأخلاق " كما أشار العراقي في " المغني عن حمل الأسفار " (3/63) من حديث أنس ، بلفظ : ( المؤمن بين خمسة شدائد : مؤمن يحسده , ومنافق يبغضه , وكافر يقاتله , وشيطان يضله , ونفس تنازعه ) .
قال العراقي: " أخرجه أبو بكر بن لآل في " مكارم الأخلاق " من حديث أنس بسندٍ ضعيفٍ " اهـ .
فالحديث لا يثبت ، والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
* الفوائــد:
1- هذا الحديث يبين ويحث الإنسان أن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا.
- السبب في ذلك: لأن الإنسان إذا رأى من فُضِّلَ عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك ، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى ، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه.
2- أنه إذا نظر إلى من هو دونه فيها ، ظهرت له نعمة الله فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير.
3- أنه ينبغي للمسلم أن ينظر إلى من هو أعلى منه في أمور الدين ، لأن ذلك يحفزه ويشجعه على الطاعة والمزيد من العبادة والإقبال على الله.
4- أن من أسباب شكر الله على نعمه النظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا.
* أسباب شكر الله على نعمه:
- أولاً: النظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا.لما جاء فيالحديث.
- ثانياً: التضرع إلى الله بأن يوفقه لشكر نعمته. قال تعالى عن سليمان: ﴿ ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ ﴾.
- وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً فقال له: ( يا معاذ ، إني أحبك في الله ، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود.
- ثالثاً:أن يعلم الإنسان أن الله سيسأله عن شكر نعمه هل قام بها أم قصر. قال تعالى: ﴿ ثم لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم ﴾.
- قال ابن كثير: ” أي ثم لتسألن يومئذٍ عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك ماذا قابلتم به نعمه من شكر وعبادة
- رابعاً: أن يعلم العبد أن النعم إذا شكرت قرت وزادت ، وإذا كفرت فرّت. قال تعالى: ﴿ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ﴾.