في خطوة قد تفتح الباب أمام إنهاء الأزمة القائمة بين مصر والجزائر، أعرب اللاعب الدولي بالمنتحب الجزائري كريم زياني، عن أسفه للأحداث التي شهدتها أرض الخرطوم وتم فيها "الاعتداء على عدد كبير من المشجعين المصريين"، ملمحا إلى أنه قد يقوم بزيارة للقاهرة لتقديم "الاعتذار عما بدر من متحمسين جزائريين غير منضبطين".
وأفاد زياني المحترف بنادي فولفسبورج الألماني لقناة "زد. دي إف" الألمانية المتخصصة بالشئون العربية: "ما حصل في الخرطوم إساءة بحق الشعب المصري، ونتمنى ألا يبالغ المصريون بردة فعلهم إزاء هذه التصرفات الصبيانية التي قام بها مشجعون جزائريون متعصبون"، حسبما نقلت صحيفة "الجزائر تايمز" الإلكترونية.
ووصلت العلاقات بين مصر والجزائر لمستوى خطير من التدهور بعد الأحداث التي صاحبت مباراتي الفريقين في القاهرة والخرطوم الشهر الماضي، والتي حسمت نتيجتها في الخرطوم الأربعاء 18-11-2009 بفوز الجزائر وتأهلها لكأس العالم 2010.
ولفت زياني في حديثه مع "زد. دي إف" أنه قد يقوم بزيارة الى القاهرة، لم يحدد موعدها بعد، يقدم فيها "الاعتذار إلى عاصمة العرب عما بدر من متحمسين جزائريين غير منضبطين"، حسب قوله.
وفي سؤال عما إذا كانت القاهرة ستستقبله بعد كل التصريحات العنيفة التي أدلى بها لاعبون جزائريون خلال الأزمة، قال زياني: "المصريون سيكونون على قدر ثقتنا بهم فهم شعب طيب ويحب العرب بدون أي تمييز
وثيقة اعتراف من مسلم
واعتبر زياني أنه كمسلم لن يخشى الاعتذار عما وقع من فريقه، وقال لدى سؤال القناة الألمانية له عما إذا كان هذا الاعتذار سيعد "وثيقة اعتراف من لاعب جزائري مشهور قد تضر بسمعة فريق بلاده وأيضا سمعة البلاد نفسها"، أجاب اللاعب الجزائري: "المسلم الحقيقي لا يخشى في الحق لومة لائم".
وأوضحت "الجزائر تايمز" أن تصريحات زياني الأخيرة محرجة للجزائريين الذين يرون فيه لاعبا وطنيا كبيرا، وعندما تتناقل وسائل الإعلام اعتذاره سيكون هذا بمثابة إحراج للرياضيين الجزائريين، وكذلك للسياسيين الجزائريين الذين يرفضون حتى الآن الاعتراف بأن جمهور منتخبهم قام بالاعتداء على جمهور المنتخب المصري، بحسب قولها.
ولا تزال الأزمة مستمرة بين البلدين، وكان آخر مشاهدها انسحاب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر من المشاركة في مؤتمر الاتحاد العربي لكرة القدم الذي بدأ الإثنين 14-12-2009 في الرياض، وأرجع زاهر في تصريح مقتضب عدم مشاركته في اجتماعات الاتحاد العربي "لظروف خاصة"، رفض ذكرها، لكن الموقع الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم برر الاعتذار بـ"تواجد رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة في الاجتماعات".
وقطعت مصر والجزائر على نفسيهما وعودا بعد الإعلان عن وساطات من قبل قادة عرب، بالتوجه المباشر نحو التهدئة الإعلامية، بما من شأنه أن يسهم في تخفيف التوتر الشديد بين الشعبين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتبادلت الجزائر ومصر الاتهامات بالإخفاق في حماية مواطني البلد الآخر وممتلكاتهما، حيث تتهم السلطات الجزائرية نظيرتها المصرية بتدبير ما وصفته بمؤامرة الاعتداء على البعثة الرياضية والرسمية الجزائرية قبل المباراة الأولى بالقاهرة للإطاحة بالفريق.
في المقابل تنفي السلطات المصرية ما حدث، منتقدة في الوقت نفسه ما وصفته بالاعتداءات التي وقعت ضد مشجعيها في السودان عقب المباراة الفاصلة وبحرق مقرات تابعة لشركة أوراسكوم تيليكوم، المملوكة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، ومقر مصر للطيران والاعتداء على مصريين في الجزائر.
</B></I>